أوروبا بريس: حزب "سومر" يطالب حكومة سانشيز بزيادة المساعدات لساكنة مخيمات تندوف لكن دون أي مطلب بتغيير الموقف الداعم لمغربية الصحراء
طالب حزب "سومر" الإسباني المنتمي لليسار، من حكومة بيدرو سانشيز، بزيادة المساعدات لساكنة مخيمات تندوف في الجزائر، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها سكان المخيمات، نتيجة النقص في المواد الغذائية.
وحسب وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، فإن حزب "سومر" الذي تتزعمه يولاندا دياز المشاركة في حكومة بيدرو سانشيز، يعتزم تقدم مقترح غير ملزم في لجنة التعاون الدولي من أجل التنمية، يدعو الحكومة للرفع من المساعدات لساكنة مخيمات تندوف.
وقالت "أوروبا بريس" التي اطلعت على المقترح، إن حزب "سومر" لم يُشر لا من قريب أو من بعيد في مقترحه، لمطالبه السابقة التي كان يدعو فيها الحكومة إلى التراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، واكتفى بطلب زيادة المساعدات لسكان مخيمات تندوف فقط.
وألمحت "أوروبا بريس"، إلى وجود تغيير في مواقف هذا الحزب، الذي سبق أن أعلنت زعيمته، يولاندا دياز، خلال حملاتها الانتخابية للانتخابات العامة 23 يوليوز الماضي، إنها ستعمل في حالة الفوز برئاسة الحكومة، بالتراجع عن موقف إسبانيا الذي يدعم مقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.
وقد ظهر هذا مؤخرا في الكثير من المناسبات، من بينها إعلان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في الأيام الماضية، اعتراف بلاده بشكل رسمي بالدولة الفلسطينية، ليُنفذ بذلك واحدا من الوعود والشروط التي وضعتها زعيمة حزب "سومر" يولاندا دياز، من أجل المشاركة في تشكيل الحكومة خلال المفاوضات التي كان قد قادها سانشيز عقب فشل الحزب الشعبي في تشكيلها بعد انتخابات 23 يوليوز الماضي.
وكان سانشيز قد أعلن في 24 أكتوبر الماضي، أنه توصل إلى اتفاق مع يولاندا دياز لتشكيل الحكومة الجديدة في إسبانيا، مُعلنا موافقته على بنود الوثيقة التي قدمتها دياز كشروط للمشاركة معه في التشكيل الحكومي، وكان من ضمن هذه البنود مساندة أوكرانيا ضد العدوان الروسي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة.
وكانت تلك الوثيقة قد أثارت سخط جبهة البوليساريو الانفصالية، لأنها لم تشر لا من قريب أو من بعيد لما تسميه البوليساريو بـ"القضية الصحراوية"، وأشارت فقط إلى حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، وهو ما يُفسر اليوم مواقف حزب "سومر" التي لم تعد تتحدث عن "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
وحسب متتبعين للعلاقات الإقليمية، فإن تغييب دياز للقضية الصحراوية في وثيقتها المطلبية لسانشيز، والتركيز فقط على القضية الفلسطينية، يرجع سبب ذلك إلى الفرق بين "الواقعية والوهم" في القضيتين، حيث تعترف جل دول العالم بواقعية مطلب الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في تأسيس دولتهم المستقلة، في حين تغيب هذه الواقعية لدى البوليساريو.
وأضافت نفس المصادر، أنه بالرغم من المحاولات الحثيثية للجزائر وجبهة البوليساريو، لـ"إلباس" ما يُسمى "القضية الصحراوية" ثوب "القضية الفلسطينية"، إلا أن كل تلك المساعي لم تُكلل بالنجاح، حيث دائما تُصر جل الأطراف الدولية إلى التفرقة بين القضيتين لوجود تباينات صارخة بينهما.